أفنينا سنينا كقصة

الحياة على الأرض قصيرة جدًا، لكنها هامة؛ إذ فيها نتخذ أعظم قرار وهو: معرفة الرب يسوع وقبوله في الحياة كمُخلِّص وفادي.  فبناء على هذه الحياة، واتخاذ هذا القرار فيها، يتحدد الهلاك الأبدي أو الخلاص الأبدي.  كما أن الحياة القصيرة نختبر فيها الرب.  وهذه الاختبارات لها صدى في الأبدية، ليس فقط في المكافأة التي يأخذها المؤمن التاعب «سيأخذ أجرة بحسب تعبه»، بل بالتأكيد التمتع الأكثر سيكون من نصيب مَنْ كان لهم شركة واختبار مع الرب.

أ ليس من العبث أن نُهدر الحياة القصيرة في قضايا ليست هامة في نزعات أو خصومات أو صراعات أو اكتناز أو طموحات غير مقننة؟!

وعن قصر الحياة جاءت الإشارة في كلمة الله بأكثر من معنى ليعطي للإنسان تأكيدًا أنه راحل من هذه الدنيا ووجوده على مسرح الحياة محدود. 

وفي ما يلي نذكرها في عُجالة:

  1.  قصة: «أفنينا سنينَا كقصة» (مز9:90).  القصة قصيرة في فصولها تُحكَى في وقت وجيز مهما طالت، وكل الجزء الذي مضى من القصة يُحكَى والباقي سيكون على ذات القياس.

هل تترك فصولها الباقية لأصابع الفخاري ليسطرها مهما كان حجم الفشل في الماضي؟

عندما نترك الباقي لأصابع الفخاري ليسطرها حتى وإن امتلأت صفحاته بالأخطاء سيكون لك مسك الختام! ولو استرجعت حياة يعقوب وبطرس ستعرف الكثير عن ذلك، فليتنا نُسلِّم فشلنا ليد الرب.

  • الوشيعة: «أيامي أسرع من الوشيعة، وتنتهي بغير رجاءٍ» (أي7: 6).  الوشيعة خشبة يُلف عليها خيوط الغزل وهي سريعة الدوران وفي سرعتها في الدوران لا تستطيع متابعتها، وهكذا حياة الإنسان على الأرض سريعة الزوال.
  • العدَّاء: «أيامي أسرع من عدَّاءٍ، تفرُّ ولا تَرى حيرًا» (أي 25:9).  وكم يُسرق العمر منا في أمور ليست ذات أهمية في السياسة والأمور المتقلبة لكن الكتاب يقول: «مُفتدين الوقت لأن الأيام شريرةٌ» (أف5: 16).  وكلمة «مفتدين الوقت» أي مضاعفة الاهتمام باستثماره واستهلاكه.
  •  النفخة: (أي7: 16؛ مز39: 5، 144: 4) «كُفَّ عني لأن أيامي نفخةٌ».  النفخة هي نفس يخرج ولا يدخل، هكذا حياة الإنسان هي أقل من الثانية.
  • الظل: (أي8: 9، 1:14 و2؛ مز 144: 4، 102: 11).
    «لأننا نحن من أمسٍ ولا نعلم، لأن أيامنا على الأرض ظلٌّ».  الظل لا يقف عند نقطة وهكذا حياة الإنسان مرحلة تقود إلى الأخرى قد نظن أننا سنبقى شبابًا مدى الحياة لكن الحداثة والشباب باطلان (جا11: 10) سيأتي وقت نقول: ”أيام ما كنا شباب“!
  •  الأشبار: «هوذا جعلت أيامي أشبارًا، وعمري كلا شيءَ قدامك. إنما نفخةً كل إنسان قد جُعل» (مز39: 5).  الشبر هو أقصر أداة قياس وهذا يُعبِّر عن قصر الحياة على الأرض.
  • الخيال: «إنما كخيال يتمشَّى الإنسان» (مز39: 6).  الخيال لا يُرَى، الخيال يُعبِّر عن ومضة سريعة تذكرها بصعوبة، هكذا الإنسان بعدما يعبر تكون قصته ذكرى.
  •  النزيل: «لأني أنا غريب عندكَ.  نزيلٌ مثل جميع آبائي» (مز39: 12؛ عب11: 13).  الغريب ليس من هذا الوطن، والنزيل معناه أنه لن يبقى في هذا الوطن للمنتهي، لكن سيأتي وقت ويذهب كل واحد إلى وطنه.
  •  العشب: (إش40: 6-8؛ مز1:102 و2؛ ابط1: 24) «لأن: كل جسدٍ كعشبٍ وكل مجد إنسانٍ كزهر عشبٍ».  ولن يستمر الإنسان في رونقه وصحته وجماله، سيأتي وقت ينتهي ويزول كل ما يتجمل به الإنسان. (لتأكيد الفكرة اقرأ جامعة12).
  •  البخار: «لأنه ما هي حياتكم؟ إنها بخارٌ، يظهر قليلاً ثم يضمحلُّ» (يع4: 14).  البخار سريع الزوال، بعد جزء من الدقيقة يعبر ولا يعود مرة أخرى، لن تستطيع أن تحتفظ به أمام عينك كثيرًا ولا أن تحتفظ به في ذاكرتك لسبب عبوره اللحظي.  هكذا حياة الإنسان: فهي قصيرة – حتى وإن طالت – ولا مقارنة ولا نسبة بينها وبين الأبدية التي لا تنتهي.

ليتك تستثمر الأبدية في ما هو مجدي ونافع، وتعيشها في ضوء الأبدية وتستفيد من كل أوقاتها للأبدية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top