أسلكوا كأولاد نور

ai generated, children, siblings-8129654.jpg

 وجاءت الإشارات في كلمة الله إلى سلوك المؤمن وكيف يكون في أكثر من موضع:

  1. السلوك في المسيح: [فكما قبلتم المسيح يسوع الرب اسلكوا فيه] (كو 2: 6)، أي أن المسيح صار بالنسبة لنا، ليس فقط مخلِّصًا قبلناه في حياتنا بالإيمان، بل منهج حياة نتعلَّمه ونسلك كما سلك هو قبلنا (1يو 2: 6).
  2. نسلك في أعمال صالحة: [مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة، قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها] (أف 2: 10).  رغم أن الخلاص بالإيمان وليس بالأعمال، لكن الإيمان الذي يُخلِّص لا بد أن ينتج أعمالاً كثمر لهذا الإيمان وهذه الأعمال الصالحة التي يعملها الله من خلالنا هي جزء من قصد الله في حياتنا.
  3. بالإيمان نسلك لا بالعيان: [لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان] (2كو 5: 7) جاءت هذه العبارة بالارتباط بالكلام عن استقرار المؤمن في الوطن الأبدي وأن حياته في الجسد ما هي إلا حياة في خيمة فإن تهالكت هذه الخيمة بالمرض أو حتى نُقضت بالموت فهذا لا يقلقه لأن هناك الإيمان الذي يربط قلبه بالبيت الأبدي.
  4. «اسلكوا في المحبة» (أف 5: 2): إذا كانت العواطف في العالم جافة باردة لكن يجب أن المؤمن في أعماله يسلك بدوافع المحبة وتتسم أعماله باللطف والحب وتُغلَّف بالمحبة.
  5. «اسلكوا كأولاد نور» (أف 5: 8): كيف يُقتاد الخاطئ الراجع إلى الرب ما لم يجد الإرشاد من الذين سبق الرب وأنار حياتهم.  فالمؤمن هنا يُشبَّه بالفنار الذي يُرشد السفن التائهة، وكم من النفوس التائهة في العالم يحتاجون إلى نور يرونه من خلالنا عن طريقه يأتون إلى المسيح، وقد يرون النور من خلال حياة القداسة التي يحياها المؤمن فتتولَّد عندهم الرغبة في هذه النوعية من الحياة.
  6. السلوك بالتدقيق: [فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق] (أف 5: 15).  هذا العبارة جاءت في ترجمة أخرى: “انظروا بالتدقيق كيف تسلكون”؛ أي أن المؤمن يسلك بحرص في هذا العالم، في كلامه، وتصرفاته، وأعماله.
  7. السلوك طبقًا لما أدركناه: [وأما ما قد أدركناه، فلنسلك بحسب ذلك القانون عينه] (في 3: 16).  فالنور الذي أعطاه الرب لنا يجب أن نسلك بموجبه والله لن يُعطينا نور للطريق كله دفعه واحدة بل خطوة خطوة، ولن يُعطينا نورًا لخطوتين؛ وأمانتنا في هذه الخطوة يكافئها الرب بأن يعطينا نورًا جديدًا.
  8. السلوك حسب الدعوة التي دُعينا بها (أف 4: 1).  عندما يسلك المؤمن يجب أن يكون سلوكه متناسبًا مع دعوة الله له فهي: دعوة عُلْيَا (في 3: 14)، ودعوة مُقدَّسة (2تي 1: 9)، ودعوة سماوية (عب3: 1).
  9. السلوك بحكمة مع الذين هم من خارج: [اسلكوا بحكمةٍ من جهة الذين هم من خارج] (كو 4: 5).  أي أن نتصرف تصرفات صحيحة في أوقات مناسبة، ولا سيما ونحن نتعامل مع غير المؤمنين، لئلا نكون عثرة لهم في طريق معرفتهم بالرب، بل بالعكس بسلوكنا الحكيم نشهد عن الرب أمام الآخرين فيروا حياة المسيح فينا قبل أن نكلِّمهم عنه فنربحهم للمسيح.  والسلوك بحكمة أيضًا هو أن نقتنص الفرص التي تُتاح لنا لكي نشهد عن الرب.
  10. السلوك في جِدَّة الحياة: [هكذا نسلك نحن أيضًا في جِدَّة الحياة] (رو 6: 4).  أي أن يتوافق سلوك المؤمن مع الطبيعة الجديدة بميولها واتجاهاتها فهي طبيعة الله التي تحب البر وتبغض الإثم، هكذا المؤمن يسلك بما تمليه عليه هذه الطبيعة الجديدة من جهة ما تحبه وما تبغضه.
  11. السلوك بالروح: في رسالة غلاطية يتكلَّم بولس عن السلوك بالروح وبحسب الروح وفي الروح (غلا 5: 25).  فالسلوك بالروح يعني السلوك بقوة الروح القدس؛ وبدونه سيكون سلوك المؤمن معيبًا.  والسلوك بحسب الروح؛ أي بما يتوافق مع طبيعة هذا الساكن الكريم فطبيعته القداسة لهذا يجب على أن المؤمن أن يسلك بالقداسة. والسلوك في الروح، أي في مجال يحيا وينتعش فيه روح الله ولا يحزن ولا ينطفئ بسبب الخطية بل نعيش في بيئة تلائم طبيعة الروح القدس ولا سيما جو الاجتماعات الروحية وعبادة الرب والشَّركة مع القدِّيسين والشَّركة الفردية مع الرب.
  12. تحذر من:
    1. السلوك بدون ترتيب.  على سبيل عدم العمل (2تس 3: 6-11).  فعدم العمل وما ينتج عنه من أوقات فراغ يستغلها العدو في أن يعرض لنا بضاعته قد يكون هذا في صورة تداخل في أمور غيرنا وهذا هو ما تعنيه كلمة فضوليون أو يوقعنا في كثرة الكلام وما يتبعها من إدانة الآخرين أو يعرض علينا خطايا من النوع الذي وقع فيه داود في وقت فراغه.
    1. السلوك كما يسلك سائر الأمم (أف 4: 17). أي سلوك طابعه ارتكاب الخطايا والفجور والشهوات.

ليت الرب يستخدم هذه الكلمات كي تكون سبب تقويم لسلوكنا، فنصنع لأنفسنا مسالك مستقيمة (عب 12: 13).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top